وصفت السيدة عائشة - رضي الله عنها - رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: "كان خلقُه القرآن".
ومعنى ذلك: أنه صلى الله عليه وسلم كان ملتزمًا بما أمر به القرآن، مبتعدًا عما نهى عنه.
وبهذا كان صلى الله عليه وسلم مبينًا للسلوك الذي يطلبه القرآن في جانبيه: الإيجابي والسلبي.
وقد وردت آيات في سورة الأنعام تبين الخط العام فيما ينبغي الابتعاد عنه، والخط العام فيما ينبغي الالتزام به.
قال تعالى: ﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: من أراد أن ينظر إلى وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه، فليقرأ هؤلاء الآيات..
وهكذا تقرر الآيات الكريمة أن الامتناع عن الشر، من الشرك والقتل وارتكاب الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ضرورة من الضرورات التي بها تستكمل الفضائل.
وقد كان صلى الله عليه وسلم، القدوة والأسوة في البعد عما نهي عنه. وبهذا استحق الوصف بالخلق العظيم.
تجسد خلق التواضع في تعاملاته صلى الله عليه وسلم:
عن عائشة رضي الله عنهما قال صلى الله عليه وسلم: ((يا عائشة، لو شئتُ لسارت معي جبال الذهب، جاءني ملك إن حُجْزَته لتساوي الكعبة فقال: إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول: إن شئت نبيًّا عبدًا، وإن شئت نبيًّا ملكًا، فنظرت إلى جبريل عليه السلام، فأشار إليَّ أن ضَعْ نفسك، فقلت: نبيًّا عبدًا...))
ولما سُئلت عائشة رضي الله عنها: ((هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت: نعم، كان يخصف نعله، ويخيط ثوبه، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته))
والتواضع من صفات أنبياء الله؛ روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما بعث الله نبيًّا إلا رعى الغنم، فقال أصحابه: وأنت؟ فقال: نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة))[6]، والقراريط: مفردها قيراط، وهو جزء من أجزاء الدينار.
وكان يتفقدهم حتى في الغزوات والمعارك؛ ومن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي برزة: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في مغزًى له، فأفاء الله عليه، فقال لأصحابه: هل تفقدون من أحد؟ قالوا: نعم، فلانًا، وفلانًا، وفلانًا، ثم قال: هل تفقدون من أحد؟ قالوا: نعم، فلانًا، وفلانًا، وفلانًا، ثم قال: هل تفقدون من أحد؟
قالوا: لا، قال: لكني أفقد جُليبيبًا، فاطلبوه، فطُلب في القتلى، فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فوقف عليه فقال: قتل سبعةً ثم قتلوه، هذا مني وأنا منه، هذا مني وأنا منه، قال: فوضعه على ساعديه ليس له إلا ساعدا النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فحفر له ووضع في قبره، ولم يذكر غسلًا)
قراءة و تحميل كتاب 100 ضحكة وابتسامة للنبي صلى الله عليه وسلم PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب إيماض البرق في خلق سيد الخلق صلى وسلم عليه الحق PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب موسوعة نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم للشاملة الجزء الاول PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب الإنسان الكامل محمد صلى الله عليه وسلم للشعراوي PDF مجانا